طالبت الاحتجاجات في العاصمة السودانية وفي جميع أنحاء البلاد يوم السبت بوتيرة أسرع في الإصلاحات الديمقراطية، في المظاهرات التي شهدت الذكرى السنوية الثانية للانتفاضة التي أدت إلى الإطاحة بالجيش عمر البشير.
وتأتي الاحتجاجات وسط تصاعد التوترات بين العسكريين والمدنيين في الحكومة الانتقالية السودانية، التي أنشئت بعد اعتقال البشير في أبريل/نيسان 2019 ووعدت بإصلاحات شاملة.
وقد تركزت التوترات إلى حد كبير على الأصول الاقتصادية للجيش السوداني، والتي لا تسيطر عليها وزارة المالية التي يديرها مدنيون.
وكانت “مسيرة المليون رجل” التي جرت يوم السبت قد دعت إليها جمعية المهنيين السودانيين، وما يسمى بلجان المقاومة، التي كان لها دور فعال في قيادة الاحتجاجات ضد البشير ومطالبة جنرالات الجيش الذين استبدلوه بتقاسم السلطة مع المسؤولين المدنيين.
أغلقت قوات الأمن الطرق والشوارع الرئيسية المؤدية إلى مقرات الحكومة والجيش في الخرطوم قبل الاحتجاجات.
وأظهرت لقطات تم تداولها على الإنترنت يوم السبت آلاف المتظاهرين يسيرون في الخرطوم ومدينة أم درمان التوأم، وكذلك في مدن أخرى في جميع أنحاء البلاد. وأضرم المتظاهرون النار في إطارات السيارات في بعض المناطق في العاصمة. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات .
ودعا المحتجون إلى تشكيل سريع لهيئة تشريعية. كان إنشاء برلمان مؤقت جزءاً من اتفاق لتقاسم السلطة تم توقيعه في أغسطس/آب 2019 بين المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية والجيش القوي في البلاد.
كما جددت المظاهرات الدعوات إلى إجراء تحقيق بقيادة الحكومة في فضّ معسكر احتجاجي في الخارج خارج مقر القيادة العسكرية في الخرطوم في يونيو/حزيران 2019.
ووفقاً للمتظاهرين، قُتل ما لا يقل عن 128 شخصاً وفقد المئات. وذكرت السلطات ان عدد القتلى بلغ 87 بينهم 17 داخل منطقة الاعتصام.
وكان من المفترض أن يكتمل التحقيق بحلول شباط/فبراير، لكن المحققين طلبوا تمديداً، ويرجع ذلك جزئياً إلى وباء الفيروس التاجي.
تواجه الحكومة الانتقالية تحديات حادة في تحويل النظام الاقتصادي في السودان وتلبية مطالب حركة الاحتجاج، التي حفزها ارتفاع أسعار السلع الأساسية وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب.
وتعانى الحكومة من عجز ضخم فى الميزانية ونقص واسع النطاق فى السلع الأساسية بما فيها الوقود والخبز والأدوية .
ارتفع التضخم السنوي إلى ما بعد 200٪ في الأشهر الماضية مع ارتفاع أسعار الخبز والمواد الغذائية الأخرى، وفقا للأرقام الرسمية.
وقد جاءت المظاهرات وسط زيادة فى حالات الفيروس التاجي المبلغ عنها فى المقاطعة . وفى تقريرها الاخير اليوم الاربعاء ، سجلت وزارة الصحة السودانية اكثر من 356 حالة مؤكدة و17 حالة وفاة ، وهو احد اعلى الوفيات اليومية منذ شهور .
وعلى وجه الإجمال، أبلغ السودان عن أكثر من 22,620 حالة مؤكدة، بما في ذلك 1,425 حالة وفاة. ويعتقد أن الحصيلة الفعلية لـ COVID-19 أعلى نظراً لقدرات البلد المحدودة في مجال الاختبار.
0
نحن نحب سماع آرائكم!
شاركنا رأيك أو اطرح سؤالاً في قسم التعليقات أدناه