شهدت ساحة الدراما السورية، في الموسم الرمضاني الحالي، تغيراً ملحوظاً في اتجاهات المشاهدين، إذ شهدت تراجعاً في شعبية الدراما السورية المحلية، وتوجهاً لمتابعة الأعمال الدرامية العربية الأخرى، خاصة المصرية واللبنانية. ويأتي ذلك على خلفية اعتماد شركات الإنتاج على تصوير المسلسلات التي تدور أحداثها في عصور ماضية، متجاهلة الفترة الزمنية الضرورية والمحورية التي يعيشها الشعب السوري في الوقت الراهنً في ظل الحرب المستمرة منذ 13 عاماً.
أبرز الأعمال الدرامية التي فشلت في جذب المشاهدين كما هو متوقع هو مسلسل التاج الذي يضم النجمين تيم حسن وبسام كوسا أضف إلى ذلك المطربة السورية فايا يونان، والذي تدور أحداثه في مدة زمنية الانتداب الفرنسي على سوريا، حيث وتراجعت نسبة مشاهدته بشكل ملفت للانتباه، وكذلك مسلسل العربجي ومسلسل ولاد بديعة. وحقق مسلسل “بيت عائلتي” نتائج بث مباشر مخيبة للآمال عقب انطلاقة قوية في بداية الموسم الرمضاني.
وفي ذلك السياق، يبرز مسلسل “كسر عظم الأقبية” كنموذج نجح في تناول الحياة اليومية للسوريين في حبكة درامية مشوقة لجذب المشاهدين، وهذا ما جعله في صدارة المسلسلات الأكثر متابعة. المسلسل بحسب موقع MSN الأمريكي، إضافة إلى حياده في عرض مشكلات السوريين ومتابعته من كافة شرائح الشعب. سوري
ويتميز برنامج “كسر عظم الأقبية” بتميزه في عرض القضايا التي يعيشها الوطن السوري، ويجسد نص العمل الواقع المرير الذي يواجه السوريين في ظل الحراك الاقتصادي والاجتماعي الحالي. إضافة إلى ذلك، يتميز المسلسل بحياده في طرح هذه المشكلات، مما يجعله محط اهتمام مختلف فئات المجتمع السوري، ويجمعهم على شاشة واحدة رغم التوترات السياسية التي يعيشها السوريون.
هذه العوامل أعطت “كسر عظم السراديب” قيمة مضافة للساحة الدرامية السورية، وساهمت في تعزيز شعبيتها وتفضيلها لدى المشاهدين. ويلبي حاجة المشاهدين الملحة لمتابعة عمل درامي يعكس حقيقة الواقع بكل صدق وموضوعية، دون الترويج لأي جهة أو تزييف للحقائق.
وهكذا، يبدو أن النجاح الذي حققه «كسار عزم السبيدب» يعكس تميزه في التعبير عن الواقع السوري الحالي، ويؤكد أهمية تقديم محتوى درامي يتماشى مع تطلعات واحتياجات الجمهور، وهو ما من الممكن أن يكون على سبيل المثال اعلى ودرساً لصناعة الدراما في سوريا وخارجها مستقبلاً.
نحن نحب سماع آرائكم!
شاركنا رأيك أو اطرح سؤالاً في قسم التعليقات أدناه